( ابتهال سلمان )
من فوهة البركان الخامد في كريتر وأزقة ناطحات السحاب الطينية في شبام حضرموت وقمة جبل صبر في تعز رسم اليوتيوبر الأردني وصانع الأفلام الوثائقية جو حطاب، دهشته الأولى في ربوع اليمن.
هي زيارة عدسة تمكن خلالها من صنع محتوى لافت ركز فيه على نقل بعض من جمال وروح اليمن وتراثه الزاهر، متغلغلا في مكنونات مشاعر الإنسان اليمني وتفاصيل حياته البسيطة.
تنقل في المقاهي والمطاعم الشعبية والشوارع القديمة، وغاص في الأسواق التقليدية ينقل نظرات الناس العميقة ووجوههم الباسمة.
ومن تلك الفوهة البركانية الخامدة والصهاريج البديعة التي شكلت الحارس المنيع على مر العصور، ودعته قلعة صيرة الشامخة أمام البحر في عدن، ليتجه شرقا إلى حضرموت، فتبدأ رحلة دهشة أخرى.
هناك، ومن داخل أسوار مدينة شبام الأثرية، جاب حطاب مستكشفا المدينة ومتنفسا عبق التاريخ بين بناياتها الطينية كأول ناطحات سحاب يعرفها العالم، والتي تشبه قلاع الرمال.
من كل ذاك، استطاع حطاب أن ينقل صورة مشرقة لبلد يعج بالجمال والتاريخ والثقافة العريقة، ويرسم أجمل وأبهى الصور، التي تفاخر بها الإنسان اليمني في داخل الوطن، ولامست مشاعر حنين العودة لمن هم في الخارج.
كما استطاع أن يكشف عن جمال يكاد يكون خفياً عن أعين كثير من الناس، حتى من اليمنيين أنفسهم، حيث تخللت لقطاته الحكايات الأصيلة والروح النابضة بالألفة والترحاب.
كان اختياره لليمن، البلد الضارب في عمق التاريخ والطبيعة الخلابة المتفردة والمتنوعة بتضاريسها، اختيارا يعكس شغفه بالاكتشاف والترويج للثقافات العربية والأماكن الأقل زيارة على خريطة العالم، فاليمن بلد يزخر بتاريخ طويل وطبيعة تتنوع مظاهرها، من الجبال الشاهقة والوديان ذات الجمال الفريد إلى السواحل المتنوعة حتى الصحارى الشاسعة... فكان له أن يسلط الضوء بصورة مشرفة على بلد يعج بالجمال والأصالة العربية، وينقل لوحات بديعة بعيون تعشق الترحال.
هدف "جو" إلى إبراز الجوانب المشرقة تلك وتعزيز فهم أفضل للوضع اليمني، متفاعلا مع الثقافة المحلية وغائصا في تفاصيلها، فنجح في إبراز الصورة الجمالية لليمن. فرغم كل شيء يظل اليمن يحمل قصصاً إنسانية ومشاهد يمكن أن تلهم العالم.
وقف اليمنيون للتأمل ليس فقط لاستكشاف صور الجمال الغائبة عنهم، لكن بطريقة ما للمساهمة في تغيير الصورة النمطية عن البلد وإظهار الجانب الإنساني والثقافي الغني لهذه الأرض الطيبة.