صحفيون ونشطاء في لحج.. ضحايا نافذين في السلطة والقضاء

الرئيسية | السلام في اليمن | الجمعة ، 06 ديسمبر 2024 ٠٨:٣٧ مساءً

( لحج: مختـار شعتل )

بلغة محبطة ويائسة يبدي الصحفي ياسر منصور خشيته من تصاعد موجة العنف الموجه ضد حرية التعبير، والتضييق أكثر على عمل الصحفيين، حتى في المناطق الواقعة تحت نفوذ الحكومة المعترف بها دوليا.

يروي ياسر، لموقع "صحافة السلام"، جانباً من التعسفات التي واجهها على خلفية تغطيته لوقفة احتجاجية نفذها موظفون حُرموا من مستحقاتهم المالية في محافظة لحج.

وقال ياسر، ويعمل مديرا لموقع "سماء نيوز" الإخباري: "فوجئت باحتجازي من قبل الأمن بأمر من مسؤول يعمل في القضاء، على خلفية تغطيتي لوقفة احتجاجية؛ لكن النيابة أمرت لاحقاً بإطلاق سراحي".

وأضاف: "المسؤول الذي أمر باعتقالي، استغل منصبه لقمعي ومنعي من نقل معاناة الناس والتفاعل مع قضاياهم، وهي تعسفات باتت سائدة وتمارَس علناً ضد الصحافة والإعلام في البلاد."

وتضاءلت حرية التعبير منذ اندلاع الحرب عام 2015 في ظل تكاثر الجماعات المسلحة في البلاد، وتراجع حضور الدولة.

ويعتبر اليمن من بين الدول المتأخرة في قائمة مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، وفقاً لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية، حيث يحتل المرتبة 154 عالميا.

 

استهداف نشطاء الرأي

وتحدثت تقارير محلية ودولية عن توقف 165 وسيلة إعلامية، بسبب الحرب وتأثيراتها، حيث استخدمت أطراف الصراع، وخاصة جماعة الحوثي، القوة لإسكات الأصوات الناقدة في مناطق سيطرتها، وتقلص الفضاء المدني وممارسة الحريات العامة بشكل كبير.

ليس الصحفيون والإعلاميون فقط من يتجرعون مرارة الاضطهاد والتعسف، بل تعدى ذلك إلى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي.

يقول أبو مالك أحمد الشلن، وهو شخصية اجتماعية في لحج عُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطات، إنه تعرض للسجن بتهمة التحريض على قيادة المحافظة، على خلفية انتقاده لحجم "الروتي" (رغيف الخبز)، محملاً قيادة السلطة مسؤولية عدم وجود رقابة على الأفران.

وأضاف أبو مالك: "لم يتم إطلاق سراحي إلا بعد كتابة تعهد بعدم التعرض في منشوراتي لقيادة السلطة المحلية". حدث ذلك أيضاً مع الناشط عهد خريسان، الذي جرى احتجازه على خلفية انتقاداته المستمرة ضد الفساد، ولم يفرج عنه إلا بعد كتابة تعهد بالتوقف عن نشاطه.

التهديد بالقتل عبر الهاتف وسيلة أخرى لتقييد حرية التعبير وقمع الصحفيين. وقد روت إحدى الصحفيات (فضلت عدم ذكر اسمها): "في أحد الأيام تلقيت تهديداً من رقم مجهول بقطع يدي إذا لم أتوقف عن الكتابة عن أوضاع الناس ومشاريع الطرقات والفساد الذي يمارس من قبل نافذين."

 

وأردفت: "عندما لم أستجب للتهديدات فوجئت بإدراجي ضمن مجموعة من الشباب يشكلون تهديداً لمحافظة لحج، ولُفِّقت لنا تهمة التعامل مع تنظيم القاعدة".

كثيرة هي الانتهاكات التي يواجهها الصحفيون ونشطاء الرأي في اليمن بشكل عام، ومحافظة لحج على وجه الخصوص، والسبب عدم الوعي بأهمية الصحافة باعتبارها سلطة رابعة، وتصنيف الصحفيين من قبل السلطات المتعددة كخصوم.