تعزيز أجندة النساء والسلام والأمن في اليمن.. التقدم المحرز والتأثير المستمر

الرئيسية | السلام في اليمن | الخميس ، 26 ديسمبر 2024 ٠٧:٥٢ مساءً

( ابتهال سلمان )

اختتمت -مؤخراً- أعمال المؤتمر النسوي الافتراضي الرابع تحت عنوان (نحو تعزيز أجندة النساء والسلام والأمن في اليمن.. التقدم المحرز والتأثير المستمر)، والذي نظمته منظمة مبادرة مسار السلام، بالشراكة مع الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية (WILPF)، على مدى 3 أيام، وذلك خلال الفترة من 16 وحتى 18 ديسمبر 2024، وضمن إطار مشاريع ممولة من قبل سفارة مملكة هولندا في اليمن، والوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي.

الجمع بين القيادات النسائية

بحسب القائمين على المؤتمر، هدف إلى الجمع بين القيادات النسائية اليمنية الناشطة من المجموعة الأساسية النسوية وشبكة التضامن النسوي ومنظمات المجتمع المدني اليمنية والمنظمات النسوية الإقليمية والدولية وممثلين عن الحكومات وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين الآخرين، من أجل عرض النسخة الثالثة من خارطة الطريق النسوية للسلام في اليمن ومناقشة مسار السلام الثاني، وتسليط الضوء على القضايا الملحة المتعلقة بالنساء والسلام والأمن في اليمن، إضافة إلى تبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة بشأن أثر تنفيذ أجندة النساء للسلام والأمن وعملية بناء السلام التي تعمل على تسهيل تبادل المعرفة والتعلم المقارن، من خلال الجمع بين نخبة من الناشطات وأصحاب الخبرة من مناطق النزاع المختلفة، مثل العراق وسوريا وأفغانستان ولبنان.

 

جلسات متنوعة للمختصين

تضمن المؤتمر في أيامه الثلاثة جلسات متنوعة لنخبة من الاختصاصيين والناشطين المحليين والعرب والأجانب، ركزت على تعزيز الحركة النسوية من أجل سلام نسوي في اليمن، من خلال سعي المنظمة لبناء سلام محلي وشامل وتوفير مساحات آمنة للحوار وإنتاج المعرفة النسوية وتعزيز القيادة النسوية لوضع أصوات النساء المتنوعة في المسارات السياسية والدبلوماسية للسلام، بالإضافة إلى التعاون مع أصحاب المصلحة على المستويات المحلية والوطنية والدولية.

وفي مستهل المؤتمر، خصصت فقرة للكلمات الافتتاحية تحدث فيها كل من جانيت سيبين، سفيرة المملكة الهولندية لدى اليمن، والسفيرة والوزيرة السابقة أمة العليم السوسوة، مؤسِّسة اللجنة الوطنية للمرأة، حول مواجهة الذكورية العسكرية وحشد الرجال من أجل السلام في رابطة النساء الدولية للسلام والحرية.

خارطة الطريق النسوية

واستعرضت الجلسة الأولى خارطة الطريق النسوية للسلام في اليمن، هادفة إلى تقديم تحليل حول المشهد السياسي في اليمن، مع التركيز على تحديات الصراع المستمر والأزمات الإنسانية والانتهاكات التي أنتجت في حقوق الانسان والأقليات.

كما تناولت الجلسة النسخة الثالثة من خارطة الطريق النسوية للسلام والتي تعتبر إطار عمل يعطي الأولوية لقيادة المرأة وشموليتها في جهود بناء السلام، وتم مناقشة الإنجازات الرئيسية لخارطة الطريق النسوية والتحديات المستمرة المتعلقة بدمج النساء في محادثات السلام، وتأثير خارطة الطريق على أجندة النساء والسلام والأمن، ودور الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية في دعم تنفيذه ، والتحديات المحلية والإقليمية، وأهمية تعزيز دور النساء والأقليات في تحقيق سلام مستدام.

في حين استعرضت الجلسة الثانية ملف المحتجزين قسراً، وهدفت إلى تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية الحادة الناجمة عن الصراع المستمر في اليمن والتركز على التحديات المتعلقه بملف المحتجزين قسرًا، وجهود التفاوض، وتأثير النزاع على النساء وعائلات المحتجزين، ودور المنظمات المحلية والدولية في تحقيق العدالة وتعزيز حماية المدافعات عن حقوق الإنسان.

وركزت الجلسة على الضرر الذي لحق بالمحتجزين والمحتجزات والمعتقلين والمعتقلات والأسر المتضررة من الإخفاء القسري. وتناولت، بشكل خاص، الاحتجازات التي طالت العاملين في منظمات المجتمع المدني، والتحديات التي يواجهها هؤلاء الأفراد وتأثيرها الواسع على حقوق الإنسان والفضاء المدني في اليمن.

كما ناقشت التأثيرات، خاصة على النساء، وأدوار واستجابات الجهات الفاعلة المحلية والدولية، مع التركيز على جهود التعاون لمعالجة هذه القضية.

وتطرقت الجلسة أيضاً إلى المخاطر والتحديات الخاصة التي تواجه المدافعات عن حقوق الإنسان.

تفاصيل اليوم الثاني للمؤتمر

تضمن اليوم الثاني من أعمال المؤتمر موضوع (مواجهة المخاطر الثلاثية.. تغير المناخ والعنف القائم على النوع الاجتماعي والصراع في اليمن).

استعرضت الجلسة الأولى منه تأثير تغير المناخ على النساء في اليمن، والعلاقة بين النزاع وأزمة المناخ، وتزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي نتيجة هذه الأزمات، والتحديات المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية، وكذا استجابة منظمات المجتمع المدني وجهود المناصرة لدمج العدالة الجندرية والاستدامة البيئية ضمن إطار أجندة النساء والسلام والأمن.

 

توصيات المؤتمر

استعرضت التوصيات الواردة في النسخة الثالثة من خارطة الطريق النسوية للسلام في اليمن والتي أكدت الحاجة الماسة إلى معالجة الآثار الاجتماعية لتغير المناخ من منظور النوع الاجتماعي، ضمن جهود بناء السلام في اليمن.

هدفت الجلسة إلى توفير فهم أعمق لكيفية تقاطع المناخ والصراع والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتفاقمها في اليمن، مع التركيز بشكل خاص على التأثير غير المتناسب على النساء والفتيات.

وسلطت الضوء على كيفية مساهمة التأثيرات المشتركة لهذه الأزمات في زيادة التهميش والتحديات التي تواجه الفئات الأكثر ضعفاً، بالإضافة الى أدوار مختلف الجهات الفاعلة في الاستجابة للاحتياجات العاجلة على الأرض.

أما الجلسة الثانية فتناولت موضوع (الحركة النسوية عبر سياقات متنوعة.. دروس مستفادة من السودان وأفغانستان)، وسلطت الضوء على الدور الحاسم للتضامن النسوي وبناء التحالفات في سياقات النزاع وما بعد النزاع، من خلال توفير منصة للتعلم وتبادل الخبرات والمعرفة بين الحركات النسوية في اليمن والسودان وأفغانستان.

 

وتحدث المشاركون في الجلسة حول كيفية تصدي الحركات النسوية في المناطق المتأثرة بالنزاع والتحديات المشتركة، وكيفية العمل على تعزيز العدالة بين الجنسين وحقوق النساء والسلام النسوي.

كما ألقت الجلسة نظرة عامة على الحركات النسوية واستعراض الدروس المستفادة، بهدف تقديم توصيات لتعزيز الحركات النسوية في المنطقة وتطوير آليات عملها بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة.

تفاصيل اليوم الثالث للمؤتمر

وغطى اليوم الثالث والأخير من أعمال المؤتمر موضوع (إضفاء الطابع المحلي لخطة العمل الوطنية لتعزيز القيادة المحلية وتحقيق التأثير.. تجارب من لبنان والعراق)، حيث ركزت جلسته الأولى على أهمية إضفاء الطابع المحلي على خطط العمل الوطنية لأجندة النساء والسلام والأمن، لتتلاءم مع السياقات المحلية بما يضمن استجابتها لاحتياجات المجتمعات المستهدفة.

 

ووفرت الجلسة منصة لتبادل الخبرات والاستراتيجيات والتجارب في كل من اليمن ولبنان والعراق، مع تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات المتعلقة بالنهوض بالنساء على المستوى الوطني، ونوقش فيها مفهوم إضفاء الطابع المحلي، ودور منظمات المجتمع المدني في تعزيز وتنفيذ برنامج تكييف خطط العمل الوطنية.

الجلسة الختامية للمؤتمر

واختتم المؤتمر أعماله بجلسة حول (قضية الجنوب في اليمن.. مسارات نحو السلام)، ركزت على المسائل الرئيسية للقضية الجنوبية في سياق عملية السلام في اليمن.

وتطرقت الجلسة إلى المنظور الجنوبي لتحقيق السلام الشامل والمستدام، مع تسليط الضوء على رؤية وتطلعات الجنوبيين للمرحلة المقبلة من جهود بناء السلام في البلاد، من خلال المناقشات المتعمقة وتبادل الأفكار.

كما ناقشت دور الجهات الفاعلة السياسية والمجتمع المدني الجنوبي والحركة الجنوبية الأوسع في تشكيل المسار نحو الاستقرار والمصالحة والحل السياسي المستدام.

وفي ختام المؤتمر تحدثت الناشطة الحقوقية ليزا البدوي، المنسقة الأولى لشبكة التضامن النسوي ومقررة اللجنة التوجيهية، لموقع "إعلاميون من أجل السلام" بالقول: "لقد حاولنا قدر الإمكان إبراز جهود المناصرة والتطورات والتحديات في سياق الحركة النسوية، من منظور شبكة التضامن النسوي في تفعيل أجندة تحقيق السلام والأمن في اليمن، إضافة إلى أهمية الدفع والعمل بأجندة المرأة والأمن والسلام، وتفعيل الخطة الوطنية".

وأضافت البدوي أنه "من الجيد في هذا المؤتمر ما تم نقله لنا من تجارب رائجة لدى الحركة النسوية في كل من السودان وأفغانستان، والسياقات التي عملتا بها والتحديات التي جابهتاها في مناهضة للفكر الرجعي، حيث نقلتا تجربتيها الحية في العمل الوطني لتغيير مفهوم نمطي عن النساء، من خلال تدريب رجال الدين وتعزيز جهود المجتمع المدني النسوي ودعم وتطوير الحركة النسوية، خاصة أن هذين البلدين يعانيان من نفس السياق المسلح الذي في اليمن"