بالموسيقى والأغاني التراثية.. فرق يمنية تقاوم أوجاع الحرب 

الرئيسية | السلام في اليمن | الجمعة ، 22 نوفمبر 2024 ١٢:٥١ صباحاً

( تقرير خاص )

تكتمل خريطة البلاد، عندما يجتمع فنانوها وعازفوها على مسرح واحد لإحياء تراثها. وفي حالة "الأوركسترا اليمنية"، بقيادة المايسترو الشاب محمد القحوم، تتجلى لوحة فنية تنبض بالحياة، لتُعيد إلى الأذهان جماليات التراث الذي همشته الحرب منذ نحو عقد.

قبل أيام قليلة، أضيء مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض بألحان التراث اليمني العريق، وبالتناغم الثقافي، وسط حضور كبير وتفاعل جماهيري واسع.

100 عازف حملوا أصواتهم وآلاتهم ونُدوبَ رحلة شاقة نقلت بعضهم من الوطن الأمّ إلى عواصم عربية وأوروبية، بعد أن نثرتهم التغريبة بعيداً عن الجذور. لكن تلك الغربة تصير أخف وطأةً بمجرّد أن يلتقي الجميع لإحياء حفل موسيقي يستعيد تلك الجذور.

في 2015، كان مشروع "الأوركسترا اليمنية"، أو "السيمفونيات التراثية"، مجرد فكرة في ذهن القحوم، أثناء دراسته بالمعهد الوطني للموسيقى في العاصمة الأردنية عمّان.

يروي القحوم تجربته -في حديث صحفي سابق- بالقول: "كنّا نجتمع في صالون موسيقي يتعاهده طلاب وأساتذة ومهتمون بالفن، ونقوم بعرض مقطوعات موسيقية.

يضيف:" كنت دائماً أقدم أعمالاً من التراث اليمني، ورغم بساطة ما أقدّمه، كنت ألاحظ إعجابهم ودهشتهم وتفاعلهم، ذلك دفعني إلى التفكير في تقديمها في إطار عالمي يجعل الناس ينظرون إليها بشكل مختلف".

كانت مؤسسة حضرموت للثقافة الداعمَ الأول والرئيس لتحويل الفكرة إلى واقع، ودعمت معظم الفعاليات، بدءاً من حفلة كوالالمبور في 2019، قبل أن تتكرر الحفلة ذاتها في كل من القاهرة والدوحة وباريس.

رمزا للتغيير والأمل

بالنسبة للقحوم، تعد الأوركسترا، أو السيمفونيات، رمزاً للتغيير والأمل؛ فهي ليست مجرد مجموعة موسيقية، بل هي جسر يربط بين الأجيال، ويحث الحضور على إعادة اكتشاف تراثهم الفني. 

ويرى الكثير من الموسيقيين أن هذه الأوركسترا نجحت في اختراق الحدود، وأن تقديم عروضها في محافل دولية يُظهر كيف يمكن للفن أن يعكس صورة مبهجة لليمن.

خلال السنوات الأخيرة، ظهرت مواهب شابة في مجال الغناء والموسيقى، بعد أن أتاح لها جمهور المنصات التفاعلية فرصة للحضور على نحوٍ يبرهن حاجة الناس إلى وسائل هروب من الواقع الكئيب. 

اتسم هذا الحراك الفني بملامح تجديدية في ما يتعلق باللحن والموسيقى؛ وهو ما أعطى تلك التجارب زخماً وانتشاراً، إلى جانب أن عدداً كبيراً من المهتمين يرونه نوعاً من الاحتجاج ضد الوضع القائم.

"كورال تعز"

في يوليو الماضي، أُشهر فريق "كورال تعز" الفني، من أكثر من 25 شاباً وشابة اجتمعوا للغناء تحت سقف واحد يحيط به ركام الحرب.

مجموعة من المواهب والأصوات الصاعدة، من الجنسين، شكلوا فريقاً فنياً لأداء الأغاني جماعياً، وإنعاش المدينة المكتئبة بفعل الحرب والحصار المفروض عليها منذ أكثر من تسع سنوات.

يقول القائمون على "كورال تعز" إنهم يهدفون إلى تشكيل فريق مؤهل ومحترف، للقيام بدور الفرق الوطنية الرسمية، في ظل غيابها عن المشهد الثقافي في المحافظة.

نساء عدن ينعشن الفن

قبل عام أيضاً، أبصرت النور أول فرقة موسيقية نسائية في عدن، لتفتح أبواب الأمل أمام انتعاش حركة الفن واستعادة دور المرأة اليمنية في هذا المجال.

 تم تأسيس الفرقة من قبل مشروع "الفن مهنتي"؛ حيث يجري التدريب على العزف والغناء واستخدام الآلات الموسيقية.

وتأمل عضوة في الفرقة النسائية بأن تتشكل مجموعات مماثلة في كل محافظات اليمن، من أجل الترويج للسلام والوحدة، وكسر التواصل الوحيد الذي يفهمه السياسيّون، وتقصد بذلك الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والقمع.