( تقرير خاص )
مع استمرار إغلاق وانقطاع الطرق في القرى التي ضربها الفيضان، بسبب الانهيارات الأرضية، لم تجد الأمم المتحدة سبيلاً لنقل المساعدات إلا عبر اللجوء إلى طرق بدائية.
حيث كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن استخدام "الجِمال" لنقل المؤن والإمدادات إلى المتضررين في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.
وقال الصندوق، في منشور عبر منصة إكس: "وسط صعوبات كبيرة في الوصول نتيجة دمار الطرق، ساعدت آلية الاستجابة السريعة أكثر من 9 آلاف و340 عائلة متضررة من السيول باليمن".
وأضاف أن هذه المساعدات "جرى توزيعها في محافظات المحويت والحُديدة وحجّة وريمة، منذ أغسطس/آب 2024".
ولفت الصندوق الأممي إلى أن المساعدات تُقدّم "بدعم صندوق الطوارئ المركزي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي"، مرفقاً منشوره بصور "جِمال" تنقل المساعدات في مناطق جبلية، في إشارة إلى صعوبة نقل الإغاثة جرّاء دمار الطرق بفعل السيول.
ومنذ مطلع أغسطس/آب الماضي، توفي قرابة 190 شخصاً وأصيب المئات، جراء السيول والصواعق الرعدية في عدة محافظات، فيما تضرّر أكثر من ربع مليون شخص، خصوصاً من يعيشون في مخيمات النزوح، وفق إحصائيات حكومية وحوثية وأممية.
مشاركة السكان في المحن
مشاهد "الجِمال" وهي تحمل المساعدات لسكان المناطق المنكوبة بسيول الأمطار، أعادت التذكير بمشاهد الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على تعز؛ حيث كانت "الحمير" هي الوسيلة المتاحة أمام السكان في نقل المؤن والغذاء.
ومثلما أضحت "الجِمال" بطلاً في هذا الفيضان، كانت حاضرة إلى جانب "الحمير" أيضاً في كثير من المحن؛ حيث ما فتئت تشاطر السكان حياتهم اليومية الصعبة -خاصة في ظل أزمة الوقود- من خلال إرساء علاقة تشاركية بين الطرفين.