حادث "الصحى - كربة" يذكّر بمآسي الطرق البديلة في اليمن

الرئيسية | قصصنا | الاثنين ، 09 سبتمبر 2024 ٠٨:١٣ مساءً

( تقرير خاص )

يسلط الحادث المروري المروّع، الذي أودى بحياة 16 شخصا في الطريق الرابط بين تعز وعدن في مقاطرة لحج، الضوء على مآسي الممرات الجبلية الوعرة التي اتخذها السكان بديلا اضطراريا عن الطرق العامة المغلقة بين المحافظات.

وتسبب سقوط حافلة نقل من منحدر جبلي في طريق "الصحى - كربة"، الرابط بين تعز ولحج، في وفاة 16 شخصا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة ثلاثة آخرين.

هذا الحادث، وإن وقع نتيجة عطل في مكابح الحافلة -كما قال شهود عيان- إلا أن خسائره تكشف جانبا من تبعات الحرب على طّرق اليمن.

فخلال عشر سنوات من الحرب عمدت أطراف النزاع، خاصة جماعة الحوثيين، إلى تقييد حرية التنقل بين المحافظات والمدن، من خلال إغلاق وقطع الطرق العامة، خاصة في مناطق خطوط التماس؛ ما جعل المواطنين يلجأون إلى طرق فرعية بديلة تمتاز بطول المسافة ووعورة الطريق.

شهدت تلك الطرق الفرعية البديلة -ولا تزال- حوادث مرورية يومية، ضحاياها من المواطنين، كما ضاعفت من الكلفة المادية للانتقال بين المحافظات؛ وهو ما حد من حجم السفر، حيث بات اليمنيون لا يسافرون إلا للضرورة القصوى، في ظل الأعباء الإضافية التي فرضتها ظروف الحرب.

تعز.. الأكثر تضرراً

تعد تعز من أبرز المدن اليمنية المتضررة من قطع الطرقات، نتيجة موقعها الجغرافي وسط البلاد، ولكونها تربط بين معظم المحافظات في الشمال والجنوب والغرب، بالإضافة إلى تقاسم السيطرة عليها بين طرفي الحرب، الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين.

ولجأ سكان المحافظة لاستحداث ممرات جبلية بديلة تصلهم بباقي المحافظات، لكنها أكثر خطورة لوعورتها وتهالكها.

وكان خط "الصحى - كربة" أحد هذه الطرق التي يسلكها المسافرون بدلاً عن طريق "هيجة العبد"، الخاضع لأعمال الصيانة.

ويناشد سكان تعز السلطات سرعة صيانة الطريق وإعادة تأهيله، ووضع مصدات حماية على جوانبه، وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيم حركة المرور على الطرق البديلة.

بحسب إحصائية لوزارة الداخلية في الحكومة، فإن الحوادث المرورية -خلال النصف الأول من العام الجاري- أودت بحياة 282 شخصاً، فيما تعرّض 1,728 آخرون لإصابات متفاوتة، بينهم 808 وصفت إصاباتهم بـ"البليغة"، و920 تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والطفيفة.